
س/ بالنسبة لمحور آخر: ما قولكم في قضية تهجير السلفيين من دماج؟
المعلم: أولًا: هي جريمة ضد الإنسانية، ومؤشر خطير لم يسبق له مثيل في تاريخ اليمن بهذه الصورة، ويتفق معنا على هذا التوصيف كثير من الحقوقيين والإعلاميين والسياسيين, وهو أيضًا مؤذن بالدخول في عهد جديد من عهود الفرز الطائفي والحرب الطائفية، وأن يبدأ كل فريق في التعصب لذاته ضد الفريق الآخر، واليوم الحوثية لهم رفض سياسي من خلال ارتباطهم بإيران، وكل ما يأتي من إيران، ورفض عقائدي في ما يتعلق بسب الصحابة وغيره من مفردات المذهب الرافضي.
إذن هنا تكمن الخطورة في الجانبين العقدي بسب ولعن الصحابة، وفرض المذهب الرافضي على اليمن، والسياسي من خلال تحويل اليمن إلى بؤرة صراع في المنطقة، وعامل إقلاق لدول الخليج والجزيرة لتحقيق مطامع إيران الفارسية.
قارن هذا بمدرسة الشيخ مقبل في دماج والتي مضى على تأسيسها أكثر من 35 عامًا ولم تفرض بقوة السلاح والقهر المنهج الذي تعتقده، وبقيت مدارس الزيدية في صعدة وغيرها مستمرة، ولكنه الاستكبار العالمي الذي يقف مع الظالم ضد المظلوم.
الحوثيون لهم طموح في التوسع في العديد من المحافظات، هل هناك توسع لهم في الجنوب مثلاً؟
المعلم/ لا شك أنهم يطمعون طمعًا كبيرًا في التوسع في كل المحافظات، ومنها محافظات الجنوب، ومن ضمن ذلك محافظة حضرموت، وإن كنا لم نرَ شيئًا علنيًا جليًا بارزًا إلا أن هناك معلومات مختلفة من مصادر وجهات مختلفة تؤكد أنهم يسعون لذلك، وقد اطلعت منذ حوالي سنتين على مَنْ يصور ويوزع منشوراتهم داخل المكلا وداخل بعض القرى والمناطق في داخل حضرموت، وحضرموت هي سنية مائة بالمائة ليس فيها رافضة، وليس فيها حتى الزيدية المعتدلة، ليس فيها من يخالف مذهب أهل السنة بالمرة، ومع ذلك يطرحون فكرهم ودعوتهم؛ لأن لهم بعض العوامل التي يرجون أنها تساعدهم على انتشار فكرهم في حضرموت.
س/ سمعنا عن زيارتكم ولقائكم بالشيخ يحيى الحجوري، ما هو انطباعكم من هذه الزيارة؟
المعلم: انطباعنا من هذه الزيارة أن أهل السنة في دماج حوربوا بقصد، واستهدفوا عن عمد وعن تخطيط، وأن هناك مؤامرة دارت عليهم من أطراف خارجية وداخلية، أطراف دولية ومحلية, أطراف لا تهدف إلا إلى زعزعة الاستقرار، وتغذية الصراعات الطائفية لتحقيق مشروع التوسع الفارسي والمخطط اليهودي في الأمة الإسلامية، وليس المقصود هنا دماج والمدرسة السلفية فيها إلا من باب البداية والخطوة الأولى، فالمخطط أوسع من ذلك وأعم: ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [يوسف:21].
أما الشيخ وطلابه فهم ماضون في دعوتهم، مصممون على الاستمرار في الدعوة ونشر العلم أينما حلوا، ولمست أن هذا الحادث أوجد نوعاً من التقارب والتفاهم بينهم وبين غيرهم من الدعاة، عسى أن ينتهي إلى القضاء على ما في النفوس، ويؤسس لعهد جديد من الألفة والمحبة بين الجميع.
س/ السلفيون الآن يا شيخ مدارس وجماعات، حزب الرشاد، وجماعة الحكمة، وجماعة الإحسان، وجماعة صعدة، هل في قضية دماج درس للسلفيين؟ هل آن الأوان للسلفيين لترتيب أوراقهم من جديد بحيث يظهروا ككائن واحد بدلاً من التمزق، لاسيما وهم يواجهون الآن تحديات ومشاكل وعراقيل أقصد؟
ماهي خطتكم .. هل لديكم خطة لمواجهة هذه المشاكل والالتقاء كجسد سلفي واحد؟
المعلم: الأخطار المحدقة باليمن تقتضي أن يجتمع كل الخيرين من أبنائه بجميع توجهاتهم للتصدي لهذه الأخطار, وبخصوص السلفيين فالنية قائمة، وهناك جهود لجمع الكلمة ولم الشمل، بل إن تعاطف السلفيين مع إخوانهم في دماج في هذه المحنة، وقيامهم بما كتب الله مما قدموه، ما ذاك إلا من باب الواجب الذي أوجبه الله عليهم، ومن باب التمهيد لجمع الكلمة، ولم الشمل، وإزالة ما كان يحدث في السابق من منازعات في بعض القضايا، وزيارتنا للشيخ يحيى في هذا الإطار، وسنلتقي مع بقية إخواننا إن شاء الله.
س/ هجر الحوثيون يهود بني سالم من صعدة في عام 2007 تقريبًا، استقبلتهم الدولة، وهيأت لهم كل شيء، والسلفيون لم تهيئ لهم شيئًا، كيف تفسر ذلك؟
المعلم: لأن هناك ولي لليهود، وهناك ولي للسلفيين، هم يخافون من ولي اليهود وهي القوة الأرضية قوة الكافرين من الأوروبيين والأمريكان واليهود، ووليُّ السلفيين هو الله الذي لا يخافونه، ومع ذلك فمهما تجبر الطغيان والظلم فالعاقبة للمتقين، والله عز وجل ولي المؤمنين. المهم هو أن نحقق مراد الله فينا بإقامة عبوديته، وإخلاص الدين له، وترك التنازع والتفرق ليحقق الله عز وجل لنا وعده: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [النور:55].
0 التعليقات: