-

ولقد قرئت جل كتب اهـل الـمذاهب ِ ،، وقـول فـقـيـهٍ وفيلسوفاً وراهب ِ
فلم ارىء اكذب من الروافض مذهباً وماخفى أنكى في كهوف الغياهب ِ
ولهم من الاصنام ما لو جحدتـها ،، وانكرتها ؟ عدوك ضمن النواصب ِ
سألت الإله الحق تفريق شملهم ،، من الليل غاداً طائف الويل حاصب ِ

كسرى عاد ثانية

من طرف خبير الاعشاب والتغذية العلاجية عطار صويلح 35 عا م من الخبرة  
التسميات:
الأربعاء, ديسمبر 02, 2015

كسرى عاد ثانية
كسرى عاد ثانية
في عام (1981م) وبعد قيام الثورة الخمينية بما يقارب السنتين, صدر الكتاب الشهير (وجاء دور المجوس) للكاتب الأشهر (محمد سرور زين العابدين بن نايف حفظه الله) وهذا الكتاب يكتسب أهمية كبرى منذ صدوره الى هذا اليوم لسببين:

الأول: كونه كتاب موثق ويستند لحقائق تاريخية وشواهد واقعية.
والثاني: كون الاحداث - من حين إصدار هذا الكتاب إلى يومنا هذا - كل لحظة تثبت مدى مصداقية هذا الكتاب وصحة ما فيه.
وعمداً ابتدئُ الموضوع بالإشارة إلى هذا الكتاب؛ لأنه لم يأخذ حقه بعد, ربما لوجود بعض الطوائف التي لا تحب مؤلف الكتاب, فيحكمون على الكتاب جوراً بسبب صاحبه, على الرغم من اتفاقهم مع ما فيه, ناهيك عن الحرص المجوسي على دفن مثل هذه الكتب إن تعسر دفنُ أصحابها.
أصدر الشيخ محمد سرور هذا الكتاب باسمه المعروف (وجاء دور المجوس) ولكن باسم مستعار غير اسم المؤلف, وذلك لعدة أمور يهمنا هنا أن نشير إليها؛ لما في ذلك من رسائل ضمنية مهمة للناس:
أولها: أن المؤلف أصدر هذا الكتاب في وقت من يصدر مثل هذا الكتاب فهو كمن يرى الموت أمامه ثم يأتيه سعياً أو يزيد, وفي هذا رسالة للصامتين, وفيه رسالة من باب أولى للمنافقين, الذين يبيعون أنفسهم ودينهم بحفنة من مال.
ثانيها: كان أغلب الناس حين صدور الكتاب يسبحون بحمد الثورة الخمينية ويرفعون ويهزون رؤوسهم تبجيلاً, وغابت اللغة العلمية الرصينة المستندة لمنهج السلف في الجرح والتعديل, وحل محلها إعجاب كثير مخدوع بترديد الآيات والملالي أنهم لا يريدون إلا عودة الإسلام, مع ما صاحب ذلك من أخطاء كبرى من جماعات كبرى أصدرت بياناتها مؤيدة للثورة الفارسية, وهي أخطاء ليست صادرة عن عمالة أو خيانة, ولكن صادرة عن العاطفة التي تتصرف في تصرفات ومواقف الكثير بدلاً من الوحيين, وفي هذا رسالة للناس عامة، ولطلبة العلم والمهتمين بالثقافة خاصة أن الكثرة في أوقات الأزمات والأمور الطارئة ليست أبداً دليلاً على الحق أو الصواب.
وفي الكتاب دروس أخرى لمن لديه قلب, تتجلى كثيراً عند سرد المؤلف في مقدمة طبعته الأخيرة لأشياء سيطول المقال فوق طوله لو سردناها.
ومن العقل ومن الواجب أن يوزع هذا الكتاب وينشر, كونه كل يوم يكتسب قيمة فوق قيمته, كالطيب كلما قدم عمره زادت قيمته, ومن العقل أيضاً أن يطّلع عليه الشيعة العرب أنفسهم حتى يفهموا حقيقة الدعوة الفارسية التي نرى بعضهم يقبِّلون نحوها على حساب أوطانهم وحكوماتهم.
ومن الغريب ولا غرابة, أن جماعة الإخوان المسلمين حينها - ويجدر الإشارة هنا أن هذا لا يعني أن نوضع في الصف المعادي للإخوان في كل تصرفاتهم - أصدرت بياناً سأكتفي بنصه من غير تعليق حتى يأخُذك العجب حيث أخذني: "إما مسلم - يعنون بكلامهم هذا من يُشكك في الثورة الإيرانية- لم يستطع أن يستوعب عصر الطوفان الإسلامي, وما زال في زمن الاستسلام، فعليه أن يستغفر الله ويحاول أن يستكمل فهمه بمعاني الجهاد والعزة في الإسلام، والله تعالى يقول: ﴿إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران:175]، وإما عميل يتوسط لمصلحة أعداء الإسلام على حساب الإسلام متشدقاً بالأخوة والحرص عليها، كما في قوله تعالى: ﴿وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ﴾ [الأنفال:62]، وإما مسلم إمعة يحركه غيره بلا رأي له ولا إرادة، والله يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ﴾ [آل عمران:149]، وإما منافق يداهن بين هؤلاء وهؤلاء".
أما أنا فإني أستغفر الله!
وإن لم يأخذك ما مضى إلى حيث أخذني فارجع الى مقدمة الكتاب.
وقد استمرت كتابات أخرى, وأقلام عدة ما بين علماء ورموز ومفكرين تتشدق بمثل هذا الكلام، ولا زالت إلى يومنا هذا مع أنها أصبحت أقل ذلك، كون اللغة الإيرانية الهادئة التي عهدناها سابقاً قد اختفت وحلت محلها الصراحة، وكشر الخبيث عن أنيابه.
بالأمس القريب كانت هناك حرب دائرة في الموقف من إيران وأتباعها, المتابع والقارئ البسيط لم يكن يراها ولا يعيشها ولكنه يتأثر بنتائجها, هذه الحرب كانت بين فريقين:
أنصار التحليل السياسي وأنصار التحليل العقدي
الفريق الأول كانوا يرددون أن إيران لم تولد إلا لنصرة الدين - ولا أدري أي دين يعنون - وأنها عقبة كأداء أمام العدو الصهيوني, ليس هذا فقط فقد زعموا أيضا أن حزب الله القابع في لبنان هو حزب للجهاد لا بد أن نفخر به كونه يقف في أول الجبهة - زعموا - ضد العدو الصهيوني, وإن الخلاف العقدي بين السنة والروافض إنما هو ماض وبالتالي فقد مضى زمنه لأنه كُتب في وقت غير وقتنا وقد اختلفت الامور عن ذي قبل, ويختلف المناصرون لهذا الرأي, فمنهم من يرى أن إيران على ضلال في مذهبها ولكنها مكسب للأمة الإسلامية, ومنهم من يسرف ويغلوا في رأيه حتى زعم أن إيران دولة اسلامية والخميني خليفة مسلم، بل زادوا بأن من يقف ضد إيران فهو محل التهمة كما أشرنا سابقاً, ويصرح أحد الرموز في كتبه بكون المذهب الاثني عشري مذهباً إسلامياً خامساً لا يصح أن ينعقد الإجماع إلا به, ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وبناء على وجهة نظر هذا الفريق فإنه لا بد أن نصافحهم فهم أصدقاؤنا وشوكة في حلق عدونا المشترك.
الفريق الثاني: كانوا يستندون في وجهة نظرهم على التاريخ, التاريخ الذي يحدثنا مراراً أن هؤلاء القوم كانت لهم مواقف متعددة تثبت مدى حقدهم على المسلمين, وفوق شهادة التاريخ فهذه عقيدتهم في الصحابة أصحاب خير المرسلين، ومن نقلوا إلينا الدين وفي أمهات المؤمنين بمن فيهن من طهره الله من فوق سبع سماوات, فعقيدتهم واضحة فيهم، ولا ينفع معها تورية ولا تخفي، وكتبهم تشهد ومواقفهم, حتى أنهم يحتفلون في يوم خاص بالمجوسي أبو لؤلؤة قاتل عمر الفاروق رضي الله عنه وأرضاه. هذا الفريق كان يرفع صوته ويصرخ بصيحات النذير والتحذير من إيران ودعوتها الفارسية المتخفية والمتسترة تحت رداء نصرة آل البيت وقيام دولة إسلامية, لقد قدموا لنا صوراً شتى لأفعال أجداد هؤلاء، وصوراً أخرى من الواقع المشاهد, وتحدث العلماء وعلى رأسهم فضيلة العلامة الشيخ عبد الله بن جبرين رحمه الله عن حقيقة حزب الله - في وقت كان الناس يسبحون بحمده - أنه مجرد عميل للفرس, ومعركته المصطنعة مع يهود ليست إلا جداراً يخفي وراءه الكثير من الحقد الدفين على المسلمين.
ولأن قضية فلسطين هي قضية المسلمين الأولى فإن صيحات هؤلاء الغيورين المستبصرين قد ضاعت ولم يسمع لها الكثير من الناس كون حزب الشيطان كان يرفع شعار نحن مع فلسطين وكلنا ضد يهود وبالتالي فالناس سيقفون ولو بمشاعرهم مع كل من يقف ضد يهود في ظل تخاذل الدول المسلمة في حل القضية الفلسطينية.
وشاء الله سبحانه وتعالى بعد هذه الحرب بين الطبقة المثقفة أن تأتي حرب الحوثيين مع دولتهم، ثم ما تبع ذلك من الحرب بين الحوثيين وبين الدولة السعودية, وكان الحوثيون أنفسهم يرفعون نفس تلك الشعارات التي ترفعها إيران وأذنابها في المنطقة رغبة في اللعب على وتر العواطف, فرفع الحوثيون الله, القدس, الموت لأمريكا والعملاء, ولكن أمريكا على ما يبدوا تحولت فأصبحت السعودية, ولا أدري أين ضاعت القدس من أولوياتهم؟!
ثم إن الله رد كيدهم في نحورهم, وفي تلك الفترة تراجع بعض مناصري إيران الذين تحدثنا عنهم تراجعوا عما يعتقدونه في إيران, وفهموا حقيقة اللعبة التي تحاك من فارس الحاقدة على كل مسلم وكل عربي بما في ذلك العرب الروافض أنفسهم.
اليوم وأمام أعيننا في شاشات التلفاز, وفي مقاطع اليوتيوب, وعبر القنوات, والقصص التي تروى, نرى ونسمع ما يحدث في سورية وقبلها العراق, قصص وأحداث لا يمكن أن تخطر على عقل بشر فيه ذرة من رحمة, رحم الله أيام الشيشان, والبوسنة والهرسك, وداغستان, أي رحمة تلك التي كانت في قلوب النصارى الصليبيين والروس قياسا بما نراه ونسمعه عن ما يفعله أبناء فارس بإخواننا في سورية.
مذابح تستخدم فيها المناشير الكهربائية لقطع أعضاء الاسرى والأبرياء بدون تفريق بين صغير او كبير, وتحفر الحفر ويوضع فيها الاسير مقيدا ثم يدفن حيا جرمه الوحيد أنه يقول لا إله إلا الله, حرب تؤخذ فيها النساء أمام أعين أهاليهن إلى تجمعات الشبيحة ثم يغتصبن امام أهاليهن وأزواجهن ثم يقتلن وتبقر بطونهن, هذا بعض ما رأيناه وسمعناه فما بالك عما خفي وغاب عنا؟
هذه الأحداث أعطتنا الحكم العادل والفصل بين الفريقين المتخاصمين حول حقيقة دعوة إيران الفارسية وأنصارها, ومن هو عدوهم الحقيقي.
المؤسف والمخجل أن أكثر هؤلاء المنظرين والمفكرين والكتاب الذين كانوا يوماً يدافعون عن إيران وأتباعها لم يتراجعوا عن خطئهم حتى الآن، ولم ينطق أحدهم بأي كلمة وهم لازالوا أحياء ولا يزالون يُقدمون على أنهم رموز للأمة, والغريب أننا نرى الأغلب منهم اليوم يركبون موجة الحرية، ويقدمون أنفسهم وكأنهم روادها ومنظريها، وهم يعتمدون في هذا على نسيان الناس السريع لمواقفهم الماضية, وكل يوم يركبون موضة جديدة إن نجحت صاحوا أنهم هم روادها ومنظريها، وإن ثبت خطؤها تواروا أو تحولوا إلى موضة جديدة يركبونها وينظرون لها بتنظير بارد سخيف لا يقدم ولا يؤخر، وآخر ما يفكر فيه أحدهم أن يُراجع ما وقع فيه من أخطاء ماضية!
إن الواجب علينا أن نوقفهم ونسألهم عن مواقفهم وتنظيراتهم الماضية تلك التي أثبتت فشلها وخطأها, وفي كل يوم نجني نحن الشعوب سلبياتها ونيرانها, لا بد أن نحاكمهم إن لم تحاكمهم العدالة حتى نعرف حقيقتهم.
إن هذه الحرب الدائرة اليوم في سورية, ليست بين بشار وشعبه, فبشار سقط بسقوط أول شهيد سوري, وهي ليست حرب مصالح سياسية ونفوذ إيراني في المنطقة فحسب, ولكنها حرب يا سادتي بين الإسلام والكفر, والتوحيد والشرك, والعرب والفرس, وسورية التي تدار فيها المعركة هي مركز ونقطة سينبني على نتائج معركتها تغير جذري بين القوى في الشرق الأوسط، بل في العالم بأسره, فسورية بموقعها ستكون إما الحامي لدولة يهود وإما طريق الفاتحين إليها, وسورية ستكون معقل وقوة الدول المسلمة إذا ما سقط بشار إن شاء الله, وهي أيضاً ستكون شوكة في خاصرة هذه الدول إذا ما استمر بشار.
وعلى هذا فالحرب هناك حرب كبرى لا يجوز بأي حال أن تقاس على ثورات تونس ومصر واليمن وليبيا. إن قضيتنا الأساسية فلسطين وعدونا الرئيسي من يحتلها, وقضيتنا المرحلية سورية وعدونا المرحلي من يحتلها, وقضيتنا المرحلية لها علاقتها بقضيتنا الرئيسية كما أن عدونا المرحلي له علاقاته بعدونا الرئيسي.
إن إيران المجوسية تستميت بكل طاقاتها للحيلولة دون سقوط نظام بشار, وفي سبيل ذلك ستضحي إيران بكل شيء, ولهذا فإن من يقود الحرب هناك ضد الشعب السوري الأبي جزء من الحرس الثوري الإيراني مع بعض الفيالق العراقية، إضافة الى حزب الشيطان الذي كان بعضنا يتغنى ببطولاته في لبنان!
إن الوضع في سورية على ما يبدو لن يخرج عن أمرين:
الأول: سقوط بشار ونظامه النصيري، وهو ما يعني أن تتراجع إيران إلى خندقها الأول، وهي لن تقف صامتة حتى يحدث ذلك، بل سوف تستميت في سبيل بقاء مشروعها الصفوي، ولو بالسعي إلى نشر الفوضى في الدول المسلمة إما بالتفجير أو الثورات أو حتى بترويج المخدرات، إضافة إلى زيادة الفوضى، فوضى في الدول التي وقعت فيها الثورات حتى تبقى الأمور في هرج ومرج. وسيكون في سلم أولويات إيران بالطبع مصر والسعودية, بصفتهن الاكثر تأثيراً في المنطقة.
الثاني: القضاء على الثورة السورية المباركة وإحياء حكم الأسد من جديد ولو على جثث الآلاف من شعبه، وحينها فلا نستطيع أن نقول إلا ويل ثم ويل ثم ويل للمسلمين والعرب من دولة المجوس, وذلك لأن إيران كما هو المشاهد قد استولت على العراق وجعلته أشبه بمدينة تابعة لها, وهي التي كانت يوماً سدنا المنيع، وبابنا المحكم أمام الأحقاد والأطماع الفارسية الصفوية، وإضافة للعراق فهي أيضاً تأخذ نصيبها في السيطرة على لبنان عبر الابن المدلل نصر الله زعيم حزب الشيطان، ولئن ظفرت بسورية مرة أخرى فالنتيجة تعني بكل بساطه أننا على موعد مع استعباد فارسي للدول المسلمة، وفي مقدمتها دول الخليج التي لن تسطيع أن تفعل شيئاً أمام دولة حاكمها في طهران، وأتباعها يمتدون إلى العراق ولبنان وسورية مع عملائهم الذين ينتظرون الفرص في الدول الأخرى.
وفي المقابل فلو انتصرت الثورة السورية فإن حزب الله في لبنان سوف يتلاشى أو على الأقل يتقهقر، وسيعود العراق إن شاء الله كما عهدناه عربياً قوياً، خاصة أننا نرى حجم الغضب الشعبي العراقي ضد أذيال إيران القابعين في الحكم.
إن إيران المجوسية تسير قدماً ليس عبر تحالفاتها السياسية وقوتها العسكرية فحسب, وإنما هي تسعى سعياً حثيثاً في نشر مذهبها المحرف، وهي تحقق نجاحات باهرة في ذلك رغم ما يعتري مذهبها من تناقضات لا يتقبلها حتى عقل الطفل الصغير, ويأتي هذا الانتشار والتوسع في ظل خلو الفضاء الدعوي من المنافس السني الذي اختفى أو أوشك أن يختفي بعد أحداث 11 سبتمبر، وما تبع ذلك من محاربة للدعوة الإسلامية الصحيحة، حتى أصبح المذهب السني يقاتل في سبيل أن يحافظ على مكتسباته، وهو الذي كان قبل ذلك يبعث الحياة في غيره، ويتقدم خطوات كبرى إلى الإمام, فخلت الساحة للدعوة المجوسية لنشر دعوتها في أنحاء افريقية وأوربا والدول الإسلامية بلا استثناء باعتمادها على ركائن أساسية في نجاح دعوتها، وهي تتلخص في عدة أمور:
- تصنع حب آل البيت، وادعاء محبتهم، والحزن على ما تعرضوا له من ظلم، ووصم من يخالفهم بمعاداة آل البيت.
- ترويج أن إيران دولة إسلامية، وهي تقف في مواجهة العدو الصهيوني، والدليل على ذلك العقوبات التي تتعرض لها من الدول العالمية الكبرى، مما يدل على أنها دولة مسلمة، وهذا والذي قبله يسهم كثيراً في تعاطف الناس معها، خاصة من يجهل حقيقة دعوتها.
- الترويج عند نشر الدعوة المجوسية لفكرة أن الخلاف الجاري بين الروافض والسنة إنما هو خلاف في الفروع وليس في الأصول، ويدعمون هذا بأقوال وتصريحات بعض المنتسبين للعلم والفكر من أهل السنة الذين يصرحون بهذا إما عن جهل وإما عن حسن نية.
- الدعم المادي الهائل الذي يحصل عليه المعممون في إيران وغيرها من مريديهم الشيعة بما يسمى الخمس وهو ما يبلغ عشرين بالمئة من دخل الفرد الشيعي مما يعني معينا لا ينضب وهو بالتالي سيسهم في دعم الدعوة المجوسية وانتشارها, ولا أدل على ذلك من فتح أول حسينية في أرض الكنانة التي كانت في فترة ماضية بسيطة خالية من أي رافضي يحمل الجنسية المصرية, إضافة إلى عملهم الدؤوب في تونس رغم تصريحات حزب النهضة الذي ينفي ذلك, إضافة إلى توسعهم الكبير جداً في العاصمة التركية، وتنشر مذهبهم هناك في غفلة وسطحية في التعامل من الرئيس أردوغان سدده الله.
- الكلام المسطور أعلاه لم يعد - في أغلبه - خافياً ولله الحمد على أحد اليوم, وليس هناك عاقل اليوم يتجاهل الخطر الإيراني على المسلمين ودول الإسلام عامة, ولقد مضى زمن كنا نقول فيه مثل هذا الكلام، ونشير له، وكانت الردود تتوالى ضد ما نقول إما بالتعجب أو ادعاء تضخيم الأمور أو التهمة الجاهزة المعلبة (عقدة المؤامرة), ومع ما كان يسنده من الحقائق إلا أنه كان يضيع ويتلاشى. أما اليوم فإن ما كان مرفوضاً وغير مصدق بالأمس أصبح اليوم حديث المجالس والقنوات والندوات والصغار والكبار ومرتادي الثقافة والبسطاء من الناس.
ومع أن الناس أصبحوا يشعرون بمدى الخطر الإيراني إلا أن كثيراً منهم لازال يتصور أن الخطر فقط من دولة إيران نفسها, وبعضهم غير ملم بحقيقة الخلاف بين الروافض والسنة, بينما الحقيقة أكبر من والخطر المحدق بنا هو خطر فارسي مجوسي يختفي خلف شعارات حب آل البيت، وعودة دولة الإسلام ليلعب بذلك على عواطف الناس, الحقيقة أن الخطر الايراني ليس فقط على السنة بل الخطر هنا على المسلمين عموماً، والعرب أيضاً، بما فيهم الاثني عشرية والإسماعيلية من جنس عربي.
إن الثورة الإيرانية من حين قيامها إلى يومنا هذا تحاول هي وأتباعها في العالم الإسلامي أن تخفي حقيقة دعوتها، وتقضي على كل يد تحاول أن تكشف هذه الدعوة الفارسية المجوسية الحاقدة على كل عربي وكل مسلم, وتحاول بشتى الطرق أن تخفي ذلك في منتدياتها وأدبياتها وأنشطتها.
ولا أدل على ذلك من قصة الشاعر اللبناني (العربي) موسى شعيب وهومن عائلة (شيعية) عريقة وقد زار العراق في سنة 1980 وألقى قصيدته أمام الرئيس الراحل صدام حسين رحمه الله:
أسرج خيولك إن الروم تقترب ** ووجه أمك قتالٌ به العتب
أسرج خيولك كسرى عاد ثانية *** وشهوة الملك في عينيه تلتهب
وفي الشام خيول الغزو جامحة *** تدوس قبلتك الأولى وتغتصب
الى آخر ما قال من قصيدته الجميلة, والتي وإن كانت تستعين بحزب البعث, إلا أنها تشير بوضوح إلى حقيقة ما لمسه الشاعر من حقيقة الدعوة الخمينية المجوسية الفاسدة, وكانت هذه الأبيات في بداية الثورة الخمينية, ولم تمهل الدعوة المجوسية قائل هذه القصيدة كثيراً، فقد اغتيل الشاعر بعد عودته إلى لبنان, مع أنه شيعي, ولكن الدم العربي مجرد قذارة عند الدولة الخمينية, وهذه حالهم مع كل من يكتشف حقيقتهم ويسعى لنشرها, فيا ليت شعري متى سيفهم الشيعة العرب أنفسهم أنهم أيضاً لن يكونوا بمأمن في حال سيطرت إيران على دولهم!
إن إيران تتمدد ونحن نتمدد, تتمدد قوة ونتمدد نوماً, فمتى سنعرف حقيقة الخطر المحدق؟!
دعونا نستيقظ قبل أن نقول في أنفسنا كما قال شاعر العراق عن عراقه المسلوب:
ما لي أرى العاصفَ الجبار تُعجزُه *** في أرضٍهِ قشَّةٌ أو ريشٌةُ زغبُ
إن العراق الذي كفٌّ على فمِهِ *** إليهِ أبدو خجولاً حين أنتسبُ
كانت لهدأته فيما مضى صخبٌ *** واليوم لا هدأة فيه ولا صخبُ
أمسى عراقاً بليداً كل محنته *** تحت المنابر والأقدام ينتحبُ
يرى ويسمع لاعينٌ ولا أذنٌ *** ما للسليب اعتراضٌ حين يستلبُ
من أبدل الله بالأصنام ثانية *** فما لمثلي على أمثاله عتبُ
ومن يرى الفرس آباء يمجدهم *** لا بد كان له من هؤلاء أبُ
لكن عتابي على من يصمتون فلا *** صوت فيسمع أو خطو فيقتربُ

نبذة عن الكاتب


خبير الاعشاب والتغذية العلاجية خبير الاعشاب عطار صويلح 30 عام من الخبرة في الطب الاصيل http://rdeh76.blogspot.com/ ..

0 التعليقات:

المشاركات الشائعة

ورفعنا لك ذكرك

ايها الروافض افيقوا قبل الموت -- سلب عقولكم واعراضكم وامولكم المعممين -قدم شرع الله قبل عقلك

back to top