خطبة النصيرية
الحمد لله فاطر السموات والأرض الحمد لله ذو الملكوت والكبرياء والعظمة، مقدر الحوادث والأمور، وعالم الخفيات وما في الصدور، لا يسير شيء إلا بعلمه، ولا يُقضى أمر إلا بأمره, له الحكم وإليه ترجعون. وأشهد ألا إله إلا هو وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً رسول الله نور الدجى، وإمام الهدى، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا إلى يوم الدين.
أما بعد: أوصيكم ونفسي بتقوى الله في السر والعلانية.
عباد الله, روى أبو داود عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ: "افترقت اليهود على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة، وتفرقت النصارى على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقه، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة". وفي بعض الروايات: "كلها في النار إلاَّ واحدة هي الجماعة"رواها أحمد وأبو داود وابن ماجه وفي بعضها: "ما أنا عليه وأصحابي"رواها الترمذي.
ما نحن بصدد الحديث عنه أحبتي الكرام إنما عن جزء مما عرض به عليه الصلاة والسلام في هذا النص النبوي، وما اُبتليت به أمة الإسلام منذ القرون المفضلة بهذه الفرق، وسنسلط الضوء هذا اليوم على تلكم الفرقة خبيثة الطوية، والتي ما انتعمت إلا بعداء وقتال أهل السنة والجماعة، وقد تسود معتنقوها زمام دولتهم ورأسها وبدأوا يُنكلون بالمسلمين، ويقتلونهم ويصادرون العلماء والدعاة هذا إذا لم يتعرضوا للإعدام، أو السجن المؤبد المقرون بالتعذيب والتنكيل.
لعلكم عرفتوها؟ إنها النصيرية العلوية الكافرة المارقة، والتي تكمن في بلاد سوريا العريقة ذات الأمجاد، والتي أخرجت للإسلام فحول العلماء والأدباء المسلمين، بل وكانت عاصمة للخلافة، ومركزاً للحضارة الإسلامية.
أيها المؤمنون, بعد أن عج عند الناس ذكر هذه الفئة، والحديث عنها، فمنهم من أصاب، ومنهم من جهل، ومنهم من خلط في ذلك فلعلنا في هذه الخطبة أن نوضح شيئاً من معالم وأعمال النصيرية العلوية الباطنية في القديم والحديث، ليتضح لنا الدوافع الحقيقة فيما نراه اليوم، ويظهر التفسير الواضح في ذلك، وأسأل الله أن ينصر الإسلام وأهله، ويخذل أعداءه في كل مكان.
النصيرية هي حركة باطنية ظهرت في القرن الثالث الهجري، أصحابها يعدون من غلاة الشيعة، الذين زعموا بأن الإله قد حل في علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومقصدهم من ذلك هو هدم الإسلام ونقض عراه.
أطلق عليهم الإستعمار الفرنسي لسوريا اسم العلويين، تمويها وتغطية لحقيقتهم الرافضية الباطنية الخبيثة، والنصيرية تسمت بهذا الاسم نسبة إلى محمد بن نصير النميري، الذي عاش في القرن الثالث الهجري.
من أشد الفرق في الكتمان على معتقداتهم، وتعتبر ديانتهم سراً من الأسرار العميقة، ولا يجوز إفشاءها لغيرهم، ومن يفشي شيئا من عقيدتهم جزاءه القتل نصيرياً كان أو غير نصيري.
النصيريون ينقسمون إلى فرق وطوائف ومن هذه الفرق من يعبد ويقدس الشمس، معتقدين أن عليا يقع بها، ومنهم من يعبد ويقدس القمر زاعمين أن عليا يقع فيه، ومنهم من يقدس الهواء، فالهواء عند بعض النصيرية هو الله – تعالى الله عن ذلك، وتنزه الله عن ذلك سبحانه وتعالى – إلى غير ذلك من الخرافات والأباطيل والخرافات السائدة في هذا المذهب الشيعي النصيري الباطني الفاسد، والذي يفوق خرافات وأساطير اليونانيين القدماء.
استطاع العلويون النصيريون أن يتسللوا إلى التجمعات الوطنية في سوريا وأشتد نفوذهم في الحكم السوري منذ سنة 1965م بواجهة سنية، ثم. قام تجمع القوى التقدمية من الشيوعيين والقوميين البعثيين بحركتهم الثورية في 12 مارس عام 1971م، ثم تولى النصيريون رئاسة الجمهورية السورية بقناع سني خبيث.
للشيعة النصيرية ليلة يختلط فيها الحابل بالنابل، كشأن بعض الفرق الباطنية، وكذلك فإن الشيعة النصيرية يعظمون الخمرة ويحتسونها، ويعظمون شجرة العنب، ويستفضعون قلعها أو قطعها لأنها هي أصل الخمرة التي يسمونها النور.
تعتقد الشيعة النصيرية أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو الذي خلق محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وأن محمد صلى الله عليه وسلم هو الذي خلق سلمان الفارسي رضي الله عنه، وأن سلمان الفارسي خلق الأيتام الخمسة وهم: المقداد بن الأسود، أبو ذر الغفاري، عبد الله بن رواحة، عثمان بن مضعون، قنبر بن كادان.
تصلي الشيعة النصيرية في اليوم خمس مرات لكنها صلاة تختلف في عدد الركعات ولا تشتمل على سجود، وإن كان فيها نوع من الركوع أحياناً.
لا يصلون الجمعة ولا يتمسكون بالطهارة كالوضوء ورفع الجنابة قبل أداء الصلاة، وليس لهم مساجد عامة بل في بيوتهم، وصلاتهم تكون دائماً مصحوبة بتلاوة الخرافات.
لا يعترفون بالحج، ويقولون بأن الحج إلى مكة إنما هو كفر وعبادة أصنام،،ولا يعترفون بالزكاة الشرعية المعروفة لدينا نحن أهل السنة، وإنما يدفعون ضريبة إلى مشائخهم زاعمين بأن مقدارها خمس ما يملكون، وهم بذلك يشتركون في هذا الخمس مع جميع فرق الشيعة الأخرى.
الصيام عند النصيرية، هو الامتناع عن معاشرة النساء طيلة شهر رمضان المبارك.
النصيرية يبغضون الصحابة بغضاً شديداً، ويلعنون أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين، تماما مثل ما تفعله الشيعة الإمامية الإثنى عشرية.
المرأة عند الشيعة النصيرية ليست جديرة بتلقي الدين وتحمل واجباته، لأنهم يعتقدون أنها لا تملك روحاً كما هي الحال لبقية الحيوانات الأخرى، والمرأة في نظر الشيعة النصيرية نوع من المسخ الذي يصيب غير المؤمن، فهي كالحيوان لأنها مجردة عن وجود النفس الناطقة، لذلك فهم يعتقدون أن نفوس النساء تموت بموت أجسادهن لعدم وجود أرواح خاصة بهن، ولهذا السبب فإن الشيعة النصيرية يستبيحون الزنا بنساء بعضهم البعض؛ لأن المرأة لا يكمل إيمانها إلا بإباحة فرجها لأخيها المؤمن كما يعتقدون، وهذا يفسر لنا ظاهرة كون المرأة جزءاً من الضيافة المقدمة عند الدخول في أسرار العقيدة النصيرية.
القيامة عند الشيعة النصيرية هي قيامة الإمام المحتجب صاحب الزمان علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ليحكم بين أتباعه ويحقق لهم السيادة وحدهم ضد خصومهم –أي أهل السنة –.
عقيدة التناسخ عند الشيعة النصيرية:
وتعريف التناسخ هو انتقال الميت بعد موته من حالة إلى حالة ومن جسد إلى جسد، بحسب تمسك النصيري بعقيدته، والنصيرية يؤمنون بأربعة أنواع من التناسخ وهي كما يلي:
النوع الأول: النسخ، وهو انتقال الروح من جسم الآدمي إلى جسم آدمي آخر.
النوع الثاني: المسخ، وهو انتقال الروح من جسم الآدمي إلى جسد حيوان.
النوع الثالث: الفسخ، وهو خروج الروح من جسم الآدمي إلى جسد حشرة من حشرات الأرض.
النوع الرابع: الرسخ، وهو انتقال الروح من جسم الآدمي إلى الشجر أو النبات أو الجمادات.
أعياد النصيرية بعيدة من الإسلام كل البعد وهي كثيرة جداً منها ماهو مشترك مع النصرانية ومع الفارسية ومع الشيعة.
يقدر نسبة الشيعة النصيرية في التعداد العام لسكان سوريا بنحو 10 % أي ما يقارب من مليون وسبعمائة ألف نصيري شيعي علوي، معظم قياداتهم السياسية والعسكرية انتقلت مع عائلاتها وأزلامها إلى دمشق والمدن الكبرى، وأقاموا شبه مستعمرات حول مدينة دمشق،، كما أقدم بعض الشيعة النصيرية على الزواج من أبناء وبنات المسلمين من أهل السنة في غفلة من الوعي الديني وسعياً من بعض ضعاف النفوس للتقرب من السلطة الحاكمة، كما حصلت مثل هذه الهجرة في باقي المحافظات السورية ولكنها بنسب أقل، وكذلك في مناطق الثروات الإقتصادية وتجمعات الصناعة، في حين يبقى الجبل النصيري موطنهم الأساسي ومستقر ثرواتهم ومشاريعهم الإعمارية والإقتصادية، في لبنان يتواجد النصيريون ويقدر عددهم في لبنان بحوالي 40 ألف نصيري، وولاؤهم لسوريا كما هو معروف، ويُقدر عدد الشيعة النصيرية في دولة تركيا بنحو 2 مليون نسمة، وقد قويت شوكتهم بتسلم إخوانهم السلطة في دولة سوريا، وهناك عدد من الشيعة النصيرية في فارس وتركستان الروسية وكردستان ويُعرفون باسم العلي إلهية، أما في فلسطين فيوجد حوالي 2000 نصيري يسكنون منطقة الجليل، وفي العراق يوجد عدد قليل جداً في منطقة تسمى "عانه"، وهي قرب الحدود السورية، وهذه المنطقة كانت في القديم إحدى أهم معاقل شيوخ الطائفة النصيرية المارقة.
أيها المؤمنون, هذا شيء يسير عن هذه الطائفة، وقد اختزلت الكثير والكثير في سبيل إيضاح بعض معالمها.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو التواب الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد:
لم يترك الشيعة النصيرية فرصة في القديم والحديث إلا واغتنموها في سبيل إيقاع أكبر بالمسلمين من أهل السنة، وهم عندما يقومون بذلك يعتقدون أنهم يُثابون على أفعالهم تلك التي يندى لها جبين الإنسانية خجلاً، ولعل من عرف ماضيهم المخزي أيقن بما عليه القوم اليوم. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى ما نصه: (هؤلاء القوم المسمون بالنصيرية هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية أكفر من اليهود والنصارى، بل وأكفر من كثير من المشركين، وضررهم على أمة محمد أعظم من ضرر الكفار المحاربين مثل كفار الفرنج والترك وغيرهم، فإن هؤلاء يتظاهرون عند جهال المسلمين بالتشيع وموالاة أهل البيت، وهم في الحقيقة لا يؤمنون بالله ولا برسوله ولا بكتابه ولا بأمر ولا نهي ولا ثواب ولا عقاب ولا جنة ولا نار..).
بعد هذا العرض السريع إخوتي في الله فإنا نحمد الله أولاً في هذا البلد أن سخر لنا سبل الأمن والإيمان في ديننا ودنيانا، ثم نسأل الله أن يديم ذلك علينا وإخواننا المسلمين في كل مكان، وإن الغاية من ذلك هو الحذر من الوقوع في الشبهات، وما تتلقاه الأسماع من الإعلام المغيب دون دراية، أو علم، وعلينا جميعاً الاهتمام لأمر المسلمين، ومواصلة الدعاء لهم في كل مكان، ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.
0 التعليقات: